“أشك اذا ما كان قد قام في تاريخ الشعب اليهودي شخص يساوي بقيمته شخصية البارون روتشيلد الرائعة”
130 عامًا من الروح الطلائعية
منذ مطلع القرن الـ19 وحتى يومنا هذا تُشكل عائلة روتشيلد كواحد من أعمدة الأساس التي عليهم ترتكز الرؤية الصهيونية ودولة إسرائيل. الطموح لأن نقيم، نطوّر ونؤسس دولة متقدمة ومتطورة – والتي لن تكون فقط مكان سكن للشعب اليهودي، بل تشكل رمزًا ومثالًا أعلى لمجتمع عادل ومتلاحم – يرافق العائلة منذ أكثر من 130 سنة، منذ نشط البارون إبراهيم بنيامين إدموند جايمس دي روتشيلد في البلاد، “المعطاء الشهير”.
حضور "المعطاء الشهير" على منصة التاريخ
وباشر البارون تدخله في مساعدة الاستيطان اليهودي في أرض اسرائيل بتبرع سخي ساهم بإنشاء مستوطنة ريشون لتسيون، التي كانت على وشك التفكك. فيما بعد انتشرت نشاطاته الخيرية وشملت شراء أراضٍ، تنمية اقتصادية للمستوطنات وإنشاء بنى تحتية للمؤسسات التربوية والصحيّة والمزيد. إلتصق لقب "المعطاء الشهير" به في سنوات نشاطه الأولى بسبب رفضه نشر اسمه كمعطاء سخي.
روتشيلد، الذي تحرك من منطلق الرسالة الخيرية والايمان الديني، كان قبل كل شيء رجل أهداف سامية حلم بأن يُقام في أرض اسرائيل مجتمعًا صحيًا، مستقلًا، منتجًا، ومتساويًا. في الخطاب الذي ألقاه امام المستوطنين الأوائل أعلن: "لم آتِ لمساعدتكم بسبب فقركم ومعاناتكم، إذ أنه في العالم حالات عديدة من المعاناة الشبيهة. فعلت ذلك، لأنني رأيت بكم من محققي إحياء اسرائيل والهدف الأسمى الغالي على قلوبنا جميعًا - الهدف المقدس المتمثل بعودة إسرائيل الى أرض الميعاد والأجداد".
رحلات البارون الى ارض اسرائيل
في رحلاته الأخرى بالبلاد - آخرها تمت عندما قارب عامه الثمانين، في 1925 - التقى البارون روتشيلد بقادة الاستيطان الإسرائيلي ومندوبي الحكومة، عاين وشاهد الانجازات والنجاحات التي حققها المزارعون في المستوطنات، قدّم المردود للصعوبات وبعث الأمل بحياة الاستيطان اليهودي أجمع.
ياكا - الشركة اليهودية للاستيطان
بيكا - الشركة للاستيطان اليهودي في أرض اسرائيل
وفاة "المعطاء الشهير"
ما عدا فترة قصيرة خلال الحرب العالمية الأولى، التي ساعد فيها البارون بالأخص مؤسسات صهيونية في أنحاء العالم، لم ينكف البارون روتشيلد عن نشاطه ودعمه للمستوطنات حتى يوم رحيله. طول حياته استثمر البارون أكثر من خمسة ملايين جنيه استرليني في تطوير وتنمية المستوطنات؛ اشترى نحو 500,000 دونم من الأراضي في إسرائيل وأقام عشرات المستوطنات، المصانع، المشاريع، البيارات والمزارع.
الراحة الدائمة في "يد هناديف"
غداة دفنه عقد الكنيست الاسرائيلي جلسة خاصة لذكراه، والتي ألقى فيها رئيس الوزراء موشيه شاريت خطابًا طويلًا لذكرى المعطاء. من أقوال شاريت: "لم يظهر كرحيم، وإنما كمخلص - خلّص الشعب من شتاته، ومن قفار ويباب أنحاء الأرض... لم يخصص أمواله الخاصة بمستويات عظيمة وباستمرارية طويلة لمشروع كان عمليًا ذو طابع قومي بحت - إنه عمل لم يسبق له مثيل في صفوف شعب اسرائيل وبقية الشعوب - وإنما خصص كل ما يملك واستثمر ذاته كاملة في ما عمل اعتبره عمل مقدس.
بينما رئيس الوزراء الأول، دافيد بن غوريون، فقد نعاه بالكلمات التالية: "أشك بأنه اذا كان في تاريخ الشعب اليهودي أجمع في الشتات، فترة ألفي سنة، قد نجد شخصًا يرتقي الى الشخصية الرائعة لباني المستوطنات اليهودية في موطنه المتجددد بيومنا هذا، شخصية البارون إدموند دي روتشيلد".
حفيد البارون يُنشئ الصندوق
وكانت قد تبرعت عائلة المعطاء الشهير بالـ500,000 دونم التي اشترتها العائلة لدولة إسرائيل مع اقامتها؛ بعد قرابة العقد، في نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم، نقلت العائلة أراضي قيساريا (نحو 30,000 دونم)، لصندوق روتشيلد قيساريا، ودعت الدولة لتكون شريكة في الصندوق.
بحسب نموذج النشاط المميز الذي طوّره الصندوق، كل المدخولات من تطوير بلدة قيساريا تنتقل من الشركات التابعة للصندوق - وبينها شركة تطوير قيساريا والشركة لممتلكات قيساريا - لأهداف خيرية ترتكز حولها نشاطات الصندوق.
يعمل الصندوق لخلق مجتمع إسرائيلي متنوّع، عادل، متلاحم ومزدهر، ويحرّك عمليات عميقة للتغيير المجتمعي بهدف تقليص الفجوات في المجتمع، تشجيع التنوّع البشري وتنمية قيادة جديدة بواسطة التعليم العالي.
ميراث العمل الخيري العائلي
دعم كلية بتسالئيل
تطوير المركز التكنولوجي في حولون
تدشين "قصر الأسماء" في ياد فاشيم
مشاريع جديدة بمبادرة الصندوق
إنشاء "سفراء روتشيلد"
يكمن تميّز برنامج سفراء روتشيلد في الدمج بين المعرفة، الوعي، العمل والقيادة المجتمعية، وبين عملية نمو ذاتي، أكاديمي وتوظيفي. ينشط البرامج في عشرة مؤسسات أكاديمية بانتشار قطري، يستمر لثلاثة سنوات الى جانب التعليم للقب الأول، ويُكسب خريجيه لقب اجتماعي مدني فريد من نوعه.
سندات الدين الاجتماعية الأولى في إسرائيل
استثمار - ايمباكت خُصصت لتحصيل المردود الاجتماعي القابل للقياس، الى جانب المردود الاقتصادي. يطمح برنامج التدخل، الذي تشغّله جمعية "ألوما"، إلى تقليص حجم ونسبة المتسربين من التعليم، في المرحلة الأولى من كليات علوم الحاسوب في جامعة حيفا والكلية الاكاديمية تل أبيب - يافا، بواسطة ثلاثة مركبات أساسية: المساعدة التدريسية، المساعدة الاقتصادية، والمساعدة الخاصة للطلاب الجامعيين، معظمهم من الضواحي الاجتماعية والجغرافية في إسرائيل.
إنشاء مركز روتشيلد في تل أبيب
نقف إلى جانب المجتمع الإسرائيليّ في أزمة الكورونا
حوّل صندوق إندموند دي روتشيلد مِنح طوارئ للمستشفيات في البلاد ولأجل تنفيذ أبحاث طبيّة في المجال. إضافة الى ذلك، عمل الصندوق على المساهمة في مواجهة الأزمة في المجتمع العربيّ، وقدّم مساندة ومساعدات موّجهة لجمعيات ومؤسسات مدعومة من قبلها، لأجل تشجيع وتحفيز تحركات مُعتبرة بمواجهة متخذي القرارات ولتحريك آلاف المتطوّعين الأعضاء ببرامج الصندوق المختلفة، والذين بادروا إلى عشرات المشاريع في أنحاء البلاد لأجل المجتمع الإسرائيليّ.
مع إندلاع الأزمة، حوّل الصندوق تبرّع مستعجل بقيمة 50 مليون شيكل لتعزيز جاهزية المستشفيات في إسرائيل لمواجهة تفشيّ الجائحة. تم توزيع المبلغ على 22 مستشفى في كافة أنحاء البلاد، وأتاح الاستعداد والجهوزية المباشرة واقتناء معدّات طوارئ. كما أُعطيت المستشفيات الامكانية لتحديد الاحتياجات المختلفة لاستخدام الأموال المتبّرع بها، بشكل يُكسب كل مستشفى ومستشفى أفضل استجابة. كما أن الصندوق تبرّع بـ15 مليون شيكل للجامعة العبرية في القدس لدعم أبحاث تهدف لايجاد لُقاح للكورونا، بواسطة اكتشاف وإنتاج أجسام مضادّة، وأنشأ منظومة طوارئ بلدية لمكافحة الكورونا في جسر الزرقاء.
وفاة البارون بنجامين دي روتشيلد
تحت قيادة البارون بنجامين والبارونة أريان دي روتشيلد، تبرّع صندوق إدموند دي روتشيلد أكثر من مليار شاقل لتقليص الفجوات في المجتمع الإسرائيلي ولتشجيع التميّز والامتياز فيه. على مدار السنة الأخيرة تجنّد البارون بنجامين (رحمة الله عليه) وعقيلته البارونة أريان دي روتشيلد لمكافحة جائحة الكورونا – عبر تخصيص تبرّع بقيمة أكثر من 70 مليون شيكل من قبل الصندوق لتمويل البحث واقتناء معدّات وقاية وحماية للطواقم الطبيّة في المستشفيات بكل أنحاء إسرائيل، وغير ذلك.
ارث عائلة روتشيلد
أسس البارون إدموند دي روتشيلد – حفيد “المعطاء الشهير” صندوق إدموند دي روتشيلد. في حين كان جده قد ترك بصمته على شراء الأراضي واستيطانها، سيُذكر البارون إدموند دي روتشيلد بفضل عمله لتحفيز الصناعة في أرض اسرائيل ومساهماته السخية لمؤسسات التربية والتعليم والثقافة.
كمكمل درب جده الخيرية وحامل راية الميراث العائلي بالتبرع السخي لبناء البلاد، أنشأ البارون إدموند دي روتشيلد، في مطلع الستينيات من القرن المنصرم صندوق إدموند دي روتشيلد، ودعا الدولة لأن تكون شريكة فيه. بحسب نموذج النشاط المميز الذي طوّره الصندوق، كل المدخولات من تطوير بلدة قيساريا تنتقل من الشركات التابعة للصندوق – وبينها شركة تطوير قيساريا والشركة لممتلكات قيساريا – لأهداف خيرية ترتكز حولها نشاطات الصندوق.
على مر السنين تمركزت العئالة في واجهة العمل لأجل خلق مجتمع إسرائيلي متقبل ومستوعب ومتلاحم، وتستمر هذه الرؤية بالخفقان والتحقق حتى في صفوف أبناء سلالته ومكملي درب المعطاء الشهير. منذ العام 1997 مع وفاة البارون إدموند دي روتشيلد، انتقلت ممتلكات الصندوق ونشاطه لأيدي ابنه، البارون بنيامين دي روتشيلد. البارون وعقيلته، البارونة اريان دي روتشيلد، ملتزمان بكل جماحهما للميراث العائلي ويقودان نشاط الصندوق في إسرائيل كجزب من شبكة صناديق إدموند دي روتشيلد التي تنشط في أنحاء العالم.