يتضح من دراسة جديدة بمبادرة صندوق إدموند دي روتشيلد: أمة الهايتك؟ ليس للجميع! من بين 350,000 شخص موظّفون في فرع الهاي- تك باسرائيل 50 فقط! هم من أبناء المجتمع البدويّ من الجنوب
بادر صندوق إدموند دي روتشيلد، برئاسة البارونة أريان دي روتشيلد، والذي يسعى إلى تقليص الفجوات في المجتمع الإسرائيلي بواسطة إتاحة التعليم العالي في الضواحي المجتمعية أيضًا في البلاد، خلال الأشهر الأخيرة إلى بحث يهدف لتشجيع ودمج المجتمع البدوي في الهاي – تك وصناعة المعلوماتية في إسرائيل. يتبيّن من الدراسة التي أجريت على مدار نصف السنة الأخيرة للصندوق بواسطة شركة “ناس للاستشارة والدراسات الاقتصادية والاجتماعية”، أن المجتمع البدويّ في الجنوب يعاني من فجوات كبيرة تنبع من مستوى تعليم منخفض يمسّ من سنّ صغير بمستوى المعرفة والمهارات الأساسية.
هذه المعطيات تمسّ وتقلّص قدرات أبناء وبنات المجتمع البدويّ بأن يتم قبولهم وإتمام الدراسة الأكاديمية للنجاح بالانخراط في مجال العلوم عمومًا والهاي-تك (التقنيات العليا) بشكل خاص. أمور أخرى يضطر الشباب من المجتمع البدويّ لمواجهتها هي انعدام الخبرة والمعرفة بعالم الهاي-تك، الخطاب المحافظ، شحّ فرص التشغيل في النقب، انعدام شبكة علاقات شخصية ذات صلة، وقصص نجاح شخصية فردية. كل هذه تشكّل معيقات إضافية تقف بوجه أبناء وبنات المجتمع العربيّ البدويّ الساعين للانخراط في توظيف لائق.
والنتيجة – في إسرائيل موظّف اليوم نحو 50 عامل هاي- تك من المجتمع البدويّ من الجنوب. يتضح من الدراسة أنه فقط 135 طالبًا بدويًا من الجنوب يدرسون في مؤسسات التعليم العالي بمجال موضوعات الهاي- تك ، بينهم 60% حتى 70% يتسربون من الدراسة دون درجة أكاديمية. وإن لم يكن ذلك كافيًا، فرغم الحاجة الكبيرة لاستيعاب عمال جدد في قطاع الهاي- تك، بعد انتهاء الفترة الدراسية، يواجه المجتمع العربيّ الصعوبات الجمّة بالاندماج في هذا المجال.
في أعقاب النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة، يوصي مسؤولو صندوق إدموند دي روتشيلد بإنشاء منظومة شاملة واحدة بطريقة “كولكتيف ايمباكت”، على أن يجمع كافة اللاعبين والأطراف المعنية والنشاطات الميدانية – الحكومة، قطاع الأعمال، القطاع الاجتماعي، والجهات الأخرى ذات الصلة، تحت سقف واحد، بهدف صياغة استراتيجية مشتركة تشمل أهداف، ومُزامنة الأنشطة وتركيز الموارد لأجل تحقيق الهدف. ويشيرون في الصندوق أنه يتم استثمار 20 مليون شيكل بهذا المجال في الوقت الآني، لكنها موّزعة بين عدة جهات مختلفة ودون تنسيق أو مُزامنة، وعليه فهي لا تحقق النتائج المرجوّة. كما يشيرون في الصندوق أنه بالعمل الصحيح، يمكن في غضون 4 أعوام رفع عدد الموّظفين من المجتمع البدويّ من الجنوب في فرع الهاي- تك إلى 200 وحتى إلى 500 في غضون عقدٍ من الزمن. علاوة على ذلك، توصي الدراسة بتوسيع نمائج من المجتمع المدني، خلق شراكات استراتيجية بين مؤسسات التعليم العالي، وزارات التربية والتعليم والاقتصاد، عناقيد وسلطات محلية، وتجنيد مشغلّين وأماكن عمل وتطوير تدخلات أفقية قاطعة.
ويذكر ايلي بوخ – مدير العطاء الخيريّ في صندوق إدموند دي روتشيلد، أن “الدراسة تهدف إلى نصب مرآة وعكس صورة وضع المجتمع البدويّ، وكذلك تقديم توصيات عملية. من شأن تحليل المعطيات أن يساعد المؤسسات على صياغة وتعريف النتائج القابلة للقياس وأساليب العمل لدمج المجتمع البدويّ في فرع الهاي-تك وصناعة المعلوماتية. كالت السنة الأخيرة على المجتمع والاكاديميا الإسرائيلية العديد من التحديات، وآن الأوان لتذويت استنتاجات الباحثين وتوصياتهم، كما دفع اللاعبين المختلفين للعمل سويًا بهدف السماح للمزيد من الطوائف والجماعات النجاح بالدراسة الأكاديمية وترجمتها للاندماج الناجح في توظيف لائق ومثمر”.
وأضاف أحمد خليل مواسي – مدير مجال المجتمع العربيّ في صندوق إدموند دي روتشيلد قائلًا إن “إندماج المجتمع البدويّ في فرع الهاي – تك هو خطوة مهمة وضرورية لأجل تقليص الفجوات وتحقيق القدرات الكامنة. كلي أمل أن تشكّل الدراسة الأساس والبنية التحتية لصياغة سياسة من قبل متخذي القرارات تسعى إلى تغيير الوضع وإلى رفع عدد المنخرطين في صناعة الهاي- تك إلى حدٍ كبير. إنه لتحدٍ كبير ومهم من شأنه أن يُفيد المجتمع البدويّ، والمجتمع النقباوي والدولة أجمع”.
* تعتمد الدراسة على معطيات من مصادر رسمية – وزارة التربية والتعليم، وزارة الاقتصاد، ووزارة العمل، إضافة الى سلطة الابتكار والحداثة، مؤسسات أكاديمية، ومؤسسات المجتمع المدني. وتم خلالها إجراء نحو 40 مقابلة مطوّلة مع خبراء في المجال ومع عاملين بفرع الهاي- تك من المجتمع البدويّ.